Posts

Showing posts from June, 2016

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

تلك الساعات

تلك الساعات التي تقضيها وحيدا، تلك الأفكار التي تتهاطل على رأسك حينها، تلك النظرات المصوبة للعدم و تلك البسمات الآتية من عقلك، ذلك الألم النابع من صدرك وتلك الدموع التي توشك على السيل على وجهك. شيء غريب في هذه الساعات، دقائق تقضيها وحيدا تشعر فيها بألم لا تعرف له سبب، تشعر بسعادة لا مصدر لها. تارة تحادث نفسك فيها محبا و تضحك، و تارة تسبها و تلعن فتبكي. ساعة أنت فيها ملك للعالم ولا تريد منه أي أحد أو أي شيء، ترقص فيها و تختال بخطواتك و تغني عاريا و لا يهم إن كان هناك من يسمع، فأنت لا ترى أحداً في الكون المنير غيرك. وساعة أنت وحيد، يملؤك الجوف، تحتاج لشيء يقتحم الفراغ المؤلم هواءه الساقع فيؤانس الوحدة، تحتاج ليد تضمك وتقتل الوحشة، تكون حينها عاريا منقبضا على نفسك كالجنين تبحث عما يسترك، لكن لا أحد ولا يد، فأنت لا ترى في الكون المظلم أحدا، ولا حتى نفسك الغارقة. دقيقة تنظر للمرآة فخوراً ولا ترفع عينك عن عنيك مُحبا، و دقيقة تتجنب النظر في وجه أكثر من تمقط و تكره. تلك الساعات اللعينة، الدقائق المسلطة علينا التي تطلق سراح ما فينا من شياطين و جان، تخرج خناجر تطعن في صدورنا أو فراشات تداعبها،