Posts

Showing posts from May, 2015

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

الدور العشرين

صالح، شاب ريفي بسيط في بداية عقده الثالث.. أتى إلى القاهرة كحال الملايين من أبناء قريته و كل القرى بحثا عن فرصة عمل و عيش في المدينة الأحلام كما صورتها لهم أفلام الخمسينات و صور الجرائد. و رغم دخولنا في العقد الثاني من الألفية الثالثة، و تبدل الأمور و ابتعاد القاهرة عن أي وصف قد يقاربها مما كانت عليه قبلا كقطعة من أوروبا. إلا أن هيبة العاصمة ظلت موجودة في وجدان القرويين، لا سيما من حاول منهم السفر للعمل خارج البلاد برمتها و فشل. و مع ازدياد الأحوال في القرى المنبوذة سوئا، صار لا ملاذ لصالح و رفقائه إلا القاهرة. صالح بملامحه البسيطة و جسده النحيل. لم يجد بمؤهل الدبلوم أي شغل مأمول، فارتضى أن يعمل بين الأكابر و أولاد الأغنياء بشكل مؤقت كعامل مصعد في أحد الأبراج السكنية في المعادي ذات الحرس الخاص و المدخل الرخامي الفاره. عينه صاحب العمارة بعدما أضطر لتغيير المصعد القديم المتهالك، بواحد فضي جديد يشبه كثيرا ذلك الذي يكون في المستشفيات في حجمه الكبير و اتساعه. كان صالحا لا يجد ما يفعله إلا الضغط على الزر الذي يؤمر به. لا مجال للكلام أو الحديث مع السكان، ما أتته الجرأة أصلا. لا يترك