Posts

Showing posts from October, 2016

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

وداع كغيره

كانت الليلة الأخيرة قبل سفر طويل، كنا نعلم ذلك، أنا وأنت. حاولت أن ألقاك فيها فلم تنجح خططتنا الصغيرة عكس المعتاد. وفي صباح سفرك طالت نومتي على غير عادة أيضاً، فلم ألحق بك لأودعك في المطار. كانت المكالمة الأخير بيننا ونحن على أرض نفس البلد، كانت في الواقع، وداع ككل الوداعات التي لم أودعها في حياتي. أذكر قديماً، ولو كان للقديم أول فتلك الذكرى هي أوله، عندما كنت صغيراً يحبو، قبل أن أرتبط بالمنزل أو حتى ترتسم هيئته في ذهني، انتقلت أسرتي لآخر، فلم أعرف ما هو المنزل ولا هو الوداع لأودعه. قضيت أعواما في المنزل الجديد، في المنطقة الجديدة، كبرت بين جدرانه وجدرانه فقط، لأنني كنت أصغر أبناء الجيران، فلم يكن لي أصدقاء أقضي معهم وقتا نلعب الكرة في الشارع أو نتسابق بالعجل أو نحارب بعضنا بمسدسات الخرز؛ عكس أخي الذي كان يعود كل ليلة متسخا بوسخ الشارع ومصاب بإصابة جديدة. إما إصابة لتدخل عنيف في مباراة كرة، ووسخ طين بعدما تسكب الحاجة العجوز عليه وعلى أصدقائه الماء للتوقف عن اللعب تحت منزلها. إما إصابة إثر سقطة من على العجلة، ووسخ الشحم الذي غطى سيرها الحديدي يطبع على يديه وملابسه السواد، بعدما ي