Posts

Showing posts from April, 2017

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

فركة كعب

اختلتط الخيوط الأولى للشمس بالسماء الغائمة رغم فصل الصيف، وداعبت حراراتها نسائم الفجر الباردة محدثة خليط من الألوان على السحب. استيقظت هي ككل يوم قبل النور، شعرت بتحركاتها النشطة تجوب أرجاء المنزل منذ قيامها الأول. فضلت أن استمر في نومي متمنياً ألا تناديني. انسحب الضوء بخفة داخل غرفتي بين فراغات الشرفة، حينها بدأت في مناداتي دون أن تدخل عليّ، فاليوم كان الأحد وطقوسه أكثر من طقوس كل يوم، وتكون نومتي أثقل. استمرت نداآتها وهي في المطبخ تجهز الإفطار لي ولأبي الذي كان قام وبدأ صلاته. نادتني وهي تقوم بكي ملابس الاسبوع لنا حينما توجه أبي للحمام لحلاقة ذقنه بعد يومي الأجازة، ثم بدأ مشاركتها بدوره وارسال نداآته إلي. هرولت أمي إلى غرفتي، وأبي إلى غرفته لارتداء بدلته، نداآتها لم تكف. كنت رأيتها وهي قادمة، لكني سريعا ما أغمضت عيناي معترصهما وتحولت إلى جثة، وهي تسحبني من يدي وأنا أتثاقل محاولا إجبار جسدي على العودة للنوم. ترجيتها في خمس دقائق أخرى دون أن افتح عيني، فردت بأن الوقت قد تأخر فعلاً، فلم تتركني. سحبتني إلى الحمام وسحبت بنطالي وأجلستني على امقعدة بأياد سريعة متمكنة، وأنا أبخل ما يكو