Posts

Showing posts from February, 2016

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

الرحلة

هي رحلة طويلة وجد نفسه يرتحلها. لا يعلم كيف بدأت ولا أين كان قبلها. فقط، يسمع مِن مَن سبقوه عن اليوم الذي انضم إليهم فيه.. يحكون له عن أول يوم رحبوا به في عالمهم الغامض، عن اليوم الذي لا يذكره و لا يذكر ما سبقه من أيام ان كانت هناك أيام. يحكون له عن أول خطوة خطاها معهم و مع القطيع الضخم، متجهين جمعا في الإتجاه الواحد. يحكون له عن يوم ميلاده بينهم.. لكن لا أحد منهم يعلم ما هو سبب الرحلة، ما هو سبب وجودهم في هذا الخلاء اللا نهائي، ما هو سبب الوجود.. و لا إلى أين يؤدي طريق الترحال ذو الدفة التي أبدا لا تحيد. استمر المسير لمدد لا يعرفها، و طال عليه السفر بينهم حتى اعتاده.. رآى واحدا تلو الآخر ينحرف عن القطيع مودعا، متوحدا. رآه يذهب قبل أن يذوب و يكون جزءً من رمل الأرض. يذهب و يُلاحظ بعدها وجود من استبدله من طفل صغير، آت يحل محل الراحل لكي تستمر الرحله، لكي يستمر الزحف.. و مع كل راحل، يزداد يقينا بأن تلك الرحلة المجنونة غير محددة المدة و لا المسافة؛ نهائية، لكن غير محددة.. أو غير مسموح للمرتحل معرفة حدودها. و أن كل من أتى وحيدا يذهب كما جاء وحيدا، و أن المرتحلين مهمتهم فقط تهوين وحشة الط