Posts

Showing posts from October, 2017

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

لست كالآخرين

لسبب ما، فشلت محاولتهم معي لإخضاعي لقوانينهم اللا منطقية. أصروا مراراً على تطويع أعمال إضافية لي أو إجباري على القيام بها، كوني -كما يرون وبكل إيمان- أنني عسكري مستجد وهم أقدم؛ فلا مجال إلا إلى طاعتهم. أقدم، فتتحول المهام الموزعة من حمل كذا إلى أمر المستجد بالحمل وحده، من تنظيف كذا إلى الإشراف على نظافة المستجد وحده. قامت شجارات طفيفة بعد رفضي المستمر التحول لدمية كما قبلوا هم عندما كانوا مستجدين ، فظنوا أن تلك هي سنة المكان وهذه هي قوانينه. شجارات استمرت خاصة مع ذاك الشاب الأقدم؛ ذو شعر الأنف الكثيف الأشبه بشارب أشعث لحيوان قارض، ورائحة سترة منفرة للبشر ومشتهاة من الحشرات. بائت محاولاته الضعيفة بالفشل، كانت ضعيفة.. واتضح بعد أيام أن هناك هالة من التقدير كانت تحيط بي في ذلك المكان، حتى من الشاب القبيح. تقدير لدرجتي العلمية الوحيدة بينهم، ولمستوى اجتماعي أيقنت بعد انضمامي للجيش أنه وإن اتسع فهو ضيق، وإن كبر فهو صغير، وباقي العساكر من الطبقة التي، ورغم تملينها، لا تذكر. في يوم انقطعت المياه عن المعسكر، وبتقدير القدر العجيب، تم حجزي ومنع أجازتي عني لارتكابي خطأ ما في مهمة وكلت

على الجانب الآخر

انتهت المباراة، وانتهت معها الصرخات والصيحات. انطفأ نور الكافتيرا فور أن اطلق الحكم صافرة النهاية. وخرج الرقباء والمساعدون يصيحون في الجنود أن تخلد إلى نومها. ذهبت معهم غير مصدق، دون أن يكلم أحد الآخر تحركنا. لم يعرف أحد الآخر حتى يشاركه أي شيء، اللهم إلا بعض من التحليلات الكروية العشوائية قبل وأثناء المباراة. لكن قبل الانطلاق لم يربض أحد على فخذ أحد قائلا "ان شاء الله هنكسب". ووقت الهدف الأول لم يعانق أحد أحد، وحينما دخل هدف التعادل لم يواس أحد الآخر. ووقت الهدف الثاني لم ي بك أحد من الفرحة ولم أمسك بكتفه آخر، ولم يخلع ثالثاً قميصه ليلوح به في الهواء . كل كان يشاهد المباراة الممنوحة لنا وحيدا رغم تعدد الجمع. خرجت بعد النهاية مبتسما، مترجلا وحدى، بجسدي وبرأسي وحدي، ومبتسما لأنني طوال 25 سنة وهي عمرى لا أعرف معني مشاركة المنتخب في الحدث الرياضي الأهم، لا أعرف إلا معنى الإحباطات المتكررة بعد وصول الآمال إلى ذرواتها، مبتسما ومتخيلا ذهاب صوتى المنتشي واختفاؤه وسط آلاف الحناجر، في مكان آخر غير المعسكر.. عدت إلى العنبر، خلد كل إلى مهجعه، وأنا أشعلت سيجارة وأنا أنظر من الشباك