Posts

Showing posts from October, 2014

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

Escapism

كانت السيجارة الأخيرة.. سحبت منها نفسها الأخير و امتصصت روحها حتى شعرت بسخونة تبغها تلسع شفتاي و بزفارة دخانها تثقب لساني. نظرة شفقة أخيرة تأملت بها حالها الرث بين اصبعيّ، لا يختلف كثيرا عن حالي، قبل نقلها الي مثواها الأخير في مقبرة جماعية انطوى فيها العشرات من رفقائها.. كم أشبهها و اشبههم. كنت جالسا على الأريكة أو بالأحرى مُلق على قماشها الذي اذكر نعومته القريبة، قبل حلول التصحر و الأضمحلال، و قبل اختراق شظايا نيران السجائر و الفحم في انسجته و أحشائها.. القميص الأبيض مشمر عن السواعد و ربطة العنق السوداء استقرت عقدتها على صدري الثقيل.. خلعتها معلنا انقضاء يوم عمل للنسيان كمئات الأيام مرت لا أذكر كيف بدأت أو انتهت أو سارت. من مكاني تأملت مكتبتي.. عشرات الكتب في كل ما أحب و أكره.. شهور طوال قضيتها ممزق بين كتب أقرأها في الفلسفة و الأديان و علوم النفس. بدأ الأمر كفضول مراهق يقرأ الروايات العالمية، ثم تطور حتى تخللتها الكتب الفلسفية و العلمية و الدينية صاحبة النظريات السطحية منها و العميقة، و مدى تباعد أو تقارب صفحاتها بواقعى العجيب أحدث داخلي شغف غير مفهوم، ثم اسألة و حيرة و