Posts

Showing posts from January, 2017

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

العرض مستمر

11 عاما كاملا ولم يقرر اسماعيل تنفيذ خطته إلا الليلة. استيقظ من نومته عازما ومقررا القرار الذي وقتما طرق رأسه أول مرة كان مجرد فكرة مجنونة أضحكته برثاء على حاله. 11 عام، ولم يقم اسماعيل الممثل المسرحي بدور غير دور بروميثيوس، الذي كان الفرصة التي لم يكن ليحلم بها حينما جائته وهو ممثل يافع، أن يقوم بدور أحد عمالقة الميثولوجيا اليونانية ويقارع زيوس كبير الآلهة في مسرحية مقتبسة من الاسطورة التي أبهرت اسماعيل منذ أن عرف بها. قام من منامه، وأطال النظر في مرآته على وجهه الذي طبع عليه بروميثيوس ملامحه فبدى الشاب الثلاثيني أكبر سنا من عمره. تأمل وجهه، لحيته الرمادية المدببة وشاربه المقوس وشعر رأسه الذي استدار حول صلعته. نظر متحديا وطاردا كل أفكار التردد والرجوع. ارتدي بدلته الأرجوانية وقميصها الأصفر ورابطة عنقه الزرقاء، تلك الألوان العجيبة التي عرف به بين كل من عروفوه سواء في المسرح أو في الجوار. نظر إلى شكله مجددا في مرآة حمامه، وفي مرآة مدخل الشقة، والعمارة، وعلى انعكاسه في كوب الشاي الذ لم يكمل ارتشافه على المقهة المواجه، وعلى اسطح السيارات وفي زجاج الأتوبيس الناقل له لمقر المسرح. و