Posts

Showing posts from January, 2016

الحيوان

لم يكن كابتن سيد السبع، اقدم أعضاء السيرك، حاضرا في الإجتماع الطارىء الذي قام به المدير. ورغم أن الكابتن هو مدرب الأسد غضنفر الذي تسبب مرضه المفاجيء بأزمة حقيقية لكل العاملين بالسيرك، إلا إنه كان آخر العالمين بأمر المدير لحل الأزمة. مرض غضنفر المفاجىء حل عليه قبل يوم واحد من بدىء العرض الأهم للسيرك في آخر عدد من السنوات. فبعد أن فقد السيرك المتنقل رونقه وسمعته، سواء بسبب تكرار العروض القليلة أصلا، أو بسبب استمرار نقص العارضين على مر الأيام واعتذارهم لأي سبب كان، خاصة لكبر السن، أو بدون أسباب أصلا لمجرد أنه صار موضة اقترنت بزمن فات؛ جائت فرصة محاولة احيائه من جديد بعد أن استقبل المدير هاتفا يعلمه أن قناة تليفزيونية مغمورة تود أن تنتج فيلما وثائقيا عن السيرك وتاريخه الذي لم يعش منه إلا غضنفر وكابتن سيد. بالإضافة إلى عدد قليل من عارضي الأكروبات الصغيرين والمتناوبين بخبراتهم القليلة على السيرك وأهله. وكان مهم جدا أن تصور القناة أحد العروض لا سيما وأن غضنفر سيكون موجودا وهو الأسد الذي انتزع بزئيره ساعات من التصفيق أيام العز. لم يود المدير تأجيل التصوير ولا العرض، خشى ألا تأتي ال

ما بين السُحُب

كان كل ما يبدو لها لا نهائيا يجلب في نفسها شعور غريب بالرهبة.. أو بالسكينة. شعور غير مفسر، يأتي مع الرياح و النسمات التي كلما هبت، هبت في رأسها الأفكار و الذكريات. كل ما هو عريض و شاسع المساحات: البحر، الصحراء.. السماء.تصمت في حضرتهم، و لا تسأم عيناها من متابعة المشهد الثابت لحركات الأمواج، الرمال، النجوم و السُحُب. كانت تستشعر صغرها، ضئالة حجم الجميع، كانت تشعر بضئالة حجم كوننا كله. إن كانت راضية أو في مزاج حسن، أحست أنها في وجودها بين اللا نهائيات، أنها في حضرة قوة خارقة، يد عليا تدفع بالأمواج و تسيّر قطع السحاب البيضاء.. قطعة في إثر الأخرى. و إن كانت ناقمة، مُثقلة بالهموم، شعرت بعشوائية المنظر، بتحرك الأمواج و الرياح عبثا.. بتحرك الأقدار عبثا. قيل لها في الصغر أن من فاتونا تركوا أرضنا، و تصعدوا ليسكنوا السموات. قيل لها أن حياتنا هنا إن طالت قصيرة، و أنّ ملاذنا الأخير بين البياض العالِ. آمنت بما سمعت، و رأت في تشكيلات السحب أُناس تركوها و ذهبوا للخلود، رأت متعلقاتهم و أدواتهم، رأت جياد قالت في نفسها أنهم يركبونها، و رأت أجنحة عظيمة تظلل العالم، أجنحة نبتت من ظهر ساكني السماء.. و إ